ينقسم مسيحيو الرقة إلى ثلاثة طوائف، أكبرها الروم الكاثوليك، ولهم كنيسة سيدة البشارة في حي الثكنة، والأرمن الكاثوليك، ولهم كنيسة الشهداء قبالة حديقة الرشيد وسط المدينة، ثم الأرمن الأرثوذكس ولهم كنيسة داخل مدرسة الحرية في شارع القوتلي.
وفي 24 نيسان عام 1915 تعرضت الطوائف السريانية، الاشورية، الكلدانية والأرمنية لإبادة جماعية، خلال الحرب العالمية الأولى، التي طالت الأطفال والنساء والرجال من أبناء الشعب السرياني الآشوري الكلداني وغيرهم، إضافة إلى تهجيرهم قسراً وسلب ممتلكاتهم.
ونتيجة الحرب في سوريا واحتلال مرتزقة داعش للرقة والطبقة، هُجر السريانيون والكلدانيون والأرمنيون قسراً تاركين أملاكهم ومقدساتهم في المنطقة نتيجة الضغوطات التي تعرضوا لها على يد المرتزقة.
وبعد تحرير المنطقة على يد قوات سوريا الديمقراطية، استطاع كل مكون وطائفة من الاحتفال بأعيادهم وممارسة طقوسهم دون خوف.
وفي 15 تشرين الثاني عام 2023، أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قانون الأوقاف، وأصبحت جميع أملاك ومقدسات المسيحيين التي كانت تابعة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي، تابعة لدائرة حماية أملاك السريان الآشوريين الكلدان والأرمن.
وفي بداية شهر شباط من العام الحالي افتتحت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا دائرة حماية أملاك السريان والآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة.
وفي 16 نيسان الماضي، استلمت دائرة حماية أملاك السريان والآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة، أملاكهم بعد توقيع مذكرة تفاهم مع مؤتمر الإسلام الديمقراطي في شمال وشرقي سوريا.
وقال آرمين ماردو، مسؤول دائرة حماية أملاك السريان الآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة، إن استلام مقدساتهم من المؤسسة الدينية في الرقة، يعتبر يوماً "مفصلياً".
وأضاف: "افتتحنا الدائرة بتفويض من المؤسسة الدينية للحفاظ على أملاك السريان والآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة لحين عودة مالكيها".
وأردف: "بدأنا بإحصاء المنازل والممتلكات العائدة للطوائف المسيحية منذ 6 أشهر، بمساعدة أهالي الرقة، والتواصل مع صاحب العقار لإضافته للسجل العقاري العام".
"داعش" طمست هوية الطوائف
لقد عمّلت التنظيمات الإرهابية بعد احتلالها لمقاطعة الرقة على طمس هوية وثقافة كافة المكونات والطوائف، وفرضت عليهم طوقاً خانقاً وأجبرتهم على الهجرة من مدنهم، وفي هذا الصدد، تحدث آرمين ماردو عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها داعش الإرهابي بحق الطوائف المسيحية، والذي أجبر 350 عائلة على التهجير القسري، وقال: "بعد تحرير المنطقة على يد أبنائنا قوات سوريا الديمقراطية، عاد ما يقارب من 20 شخصاً من الطوائف المسيحية إلى مدينة الرقة و10 إلى مدينة الطبقة في حين كان عددهم قبل عام 2011 يقرب من 750 عائلة في الرقة والطبقة".
ووصف مسؤول دائرة حماية أملاك السريان الآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة تسليم الممتلكات الطائفة المسيحية من قبل مؤتمر الإسلام الديمقراطية بـ "الخطوة الإيجابية والمفصلية نحو عودة الطائفة إلى المدينة"، وأضاف: "حقوقنا انسلبت منذ عام 1915 "مجزرة سيفو" حيث تعرضنا لأبشع أنواع الجرائم والتهجير والسلب، ناهيك عن المجازر التي تعرضنا لها بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي إلى سوريا".
واجبنا الحفاظ على المقدسات
وأشار آرمين ماردو إلى أنه بعد ترميم كنيسية الشهداء من قبل الإدارة المدينة الديمقراطية في مقاطعة الرقة، سُلّمت كنيسية الشهداء لدائرة حماية أملاك السريان الآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة.
وتابع: "تعرضت كنيسة الروم الكاثوليك البشارة الواقعة في حي المشهداني لدمار نتيجة تحويله لنقطة عسكرية على يد داعش، إضافة لتدمير كنيسة الأرمن الواقعة بحي القوتلي، وتدمير قبور الطوائف المسيحية في مقبرة تل البيعة، ونسعى خلال المرحلة القادمة إلى تأهيل كل ما دمرته الحرب".
وأردف: "بعد الانتهاء من إحصاء الممتلكات في مدينة الرقة، سنبدأ الإحصاء في مدينة الطبقة وفق وثيقة التفاهم، حيث يوجد 3 كنائس مدمرة في الطبقة، وكنيسة واحدة بحاجة لترميم".
وفي ختام حديثه، قال آرمين ماردو، مسؤول دائرة حماية أملاك السريان الآشوريين الكلدان والأرمن في الرقة والطبقة: "ندعو أبناء شعبنا للعودة إلى مقاطعة الرقة الجميلة لنعيد إحياء أعيادنا وطقوسنا ونحافظ عليها من الاندثار".